حديقة الفراشات في دبي أيقونية جمالية جديدة، هي أقرب إلى الخيال برونق ألوانها وسحر تفاصيلها، وهي أحدث إبداعات إمارة دبي، لتغدو توأم حديقة الزهور. وكل من يزور حديقة الفراشات تصيبه حالة من الدهشة منذ اللحظة الأولى في الحديقة، التي استقطبت كثيراً من الزوّار، في يومها الأول، للتعرف إلى أجوائها وما تحتويه من حكايات وأسرار ترويها لنا الفراشات عبر قصص أشبه بقصص الخيال. وتمثل الحديقة سيمفونية جديدة للشفافية والرقة والألوان في دبي. تحدّث المسؤول المالي والإداري في حديقة الفراشات في دبي، أحمد علي حمودة، عن ردود أفعال مدهشة للأطفال وهم يركضون وراء الفراشات في الحديقة الجديدة، التي تفتح أبوابها للزوّار على مدار الأسبوع من الساعة العاشرة صباحاً لغاية السادسة مساءً، حيث من المقرر أن تفتح أبوابها على امتداد فصول السنة على عكس «حديقة الزهور»، التي تفتح أبوابها لأشهر معدودة، كونها حديقة مفتوحة تتأثر الزهور فيها بحالة الطقس والأجواء العامة. وقال حمودة: «تتمتع حديقة الفراشات ببيئة داخلية مجهزة بأحدث التقنيات الزراعية الحديثة التي تحافظ على درجات ثابتة، وأجواء تشابه الرطوبة والحرارة الطبيعية التي تعيش فيها الفراشات».أكثر من 15 ألف فراشة اجتمعت من كل أنحاء العالم تطوق بأجنحتها الملوّنة فضاءات الحديقة، إلى جانب 120 نوعاً من الورود والنباتات الطبيعية المتنوّعة، التي تخفي بين ثناياها 26 نوعاً من الفراشات الفريدة من أصل 150 نوعاً، تم اعتمادها من قبل وزارة البيئة والمياه، وفق معايير وشروط متوافقة مع البيئة المحلية. وتعدّ حديقة الفراشات الأكبر من نوعها المغطاة بالكامل، التي تحافظ على درجة حرارة ملائمة للفراشات ونموها طوال العام.«لا يمكننا إدماج كل أنواع الفراشات دفعة واحدة».. بهذه العبارة بدأ مدير شركة عقار لخدمات الحدائق والزراعة، المهندس عبدالناصر ياسين الرحال، حديثه لـ«الإمارات اليوم»، مضيفاً: «سلوكيات الفراشة تختلف عن بيئتها الطبيعية، سواء كانت من أميركا اللاتينية أو إفريقيا أو دول آسيا، لهذا السبب ندرس بدقة سلوكياتها ومدى تأقلمها مع البيئة الجديدة من ناحية تعديل درجات الحرارة، أو آليات تلاؤمها مع المكان، خصوصاً أن الفراشات كائنات معروفة بحساسيتها الكبيرة للحرارة، وتتطلب جهداً طويلاً وعناية على مدار اليوم».
أصل الحكاية
عن قصة حديقة الفراشات في دبي وعلاقتها الوثيقة بحديقة دبي المعجزة، قال الرحال: «بعد نجاح حديقة الزهور التي تعدّ الأكبر من نوعها في العالم، تجتذب السياح والمواطنين والمقيمين، وتسهم في تثبيت دعامات سياحة بيئية جديدة ترتكز على المقتضيات الطبيعة، ارتأينا أن نؤسس لمشروع إماراتي غير مسبوق وغير مستنسخ. ومن هنا جاءت فكرة حديقة الفراشات، التي تعدّ أول وأكبر حديقة فراشات مغطاة بالكامل في العالم، ومجهزة بنظام تكييف خاص وملائم يضبط درجة الحرارة على 24 درجة على مدار العام، خلافاً للحدائق العالمية الأخرى كحديقة الفراشات الماليزية أو الكندية».وعلى مساحة تمتد على أكثر من 2600 متر مربع تم تصميم الحديقة الجديدة بداية من منطقة لاستقبال الزائرين، وصولاً إلى المتحف الخاص الذي يضم أعمالاً فنية استثنائية ولوحات خاصة صنعت من الفراشات الجافة التي يتم الاحتفاظ بها، وتحنيطها لتكون موضوعات لأعمال فنية نادرة تفصح عن المجهود الإبداعي الخاص، الذي سخره أصحابها لتنفيذها، وتصل قيمة هذه الأعمال إلى ما يقارب 10 آلاف دولار، وهي عبارة عن لوحات تبوح فيها الفراشات للزائرين بمختلف أسرارها، وتروي لهم قصصها على شكل رسائل إنسانية عن مفهوم الحياة، وماهية هذه الرحلة القصيرة التي يجسدها عمر الفراشات.
يتجوّل الزائر في هذا الفضاء الفني الساحر ثم تأخذه الخطوات نحو الممرات المؤدية إلى القبب و حدائق الفراشات الثلاث، التي صممت بطريقة فنية اعتمدت على البناء الهندسي الدائري نموذجاً يوحد الفضاءات الطبيعية، مع اختلافات في ترتيب النباتات والزهور في كل فضاء، إضافة إلى الأروقة المصاحبة التي تضم جداول مائية صغيرة، ومساحات مغطاة شبيهة بالشرفات الصغيرة.
أما الحديقة الخارجية فقد صممت على شكل فراشة كبيرة مصنوعة من أجود أنواع الزهور، التي شكلت بدورها حلقة الوصل بين هذه الفضاءات، حيث تم تصميمها بشكل دائري يجعل الزائرين يتجوّلون في أروقتها عن طريق أبواب مؤدية إلى بعضها بعضاً.
تدريب
في البداية، لا تنكر الموظفة في حديقة الفراشات، سارة سردانيانا، قلقها حين تم نقلها بعد أربع سنوات من العمل بحديقة الزهور في دبي للعمل في حديقة الفراشات، لكن هذا الشعور سرعان ما تلاشى بعد خضوعها لأسبوع مكثف من التدريبات على كيفية التعامل مع الفراشات والعناية بها.وعبّرت سارة عن فرحها واستمتاعها بالأجواء الطبيعية الجديدة، خصوصاً وهي تراقب بدهشة الزوّار أمام الفراشات.
أجواء خيالية
تمّ تزويد المكان بشرفات متفرقة خصصت للزائرين والراغبين في الاستمتاع بتجربة قريبة من مئات الفراشات، حيث زوّدت هذه الأماكن بطاولات صغيرة وضعت عليها تشكيلة من الغذاء المخصص للفراشات المنتشرة في الحديقة. ويقوم فريق متخصص بهذه المهمة التي يتحدث عنها المهندس عبدالناصر الرحال: «لدينا فريق تم تدريبه بشكل يتناسب مع متطلبات الحياة البيئية لهذه الفراشات، بحيث يتم التأكد من عملية نموها وتجديدها بشكل أسبوعي، إلى جانب عملية العناية باليرقة إلى حين تحولها إلى شرنقة ثم إلى فراشة يافعة، في تجربة نادرة وأجواء خيالية يصاحبها الجمهور وطلاب المدارس والأطفال».
دهشة الزوّار
عبّر زوّار لحديقة الفراشات عن دهشتهم أمام جمال «الكائنات اللطيفة والشفافة والرقيقة»، خصوصاً أنها في بيئة طبيعية، وفضاء واسع يتيح التمتع بالجمال والتأمل بتفاصيل الطبيعة.واعتبر محسن باك رافان، أن أهم ما يميز حديقة الفراشات في دبي، هو هذا التجمع الهائل لكل هذه الأنواع من الفراشات، وهذا التناغم العجيب الذي جمعها تحت خيمة طبيعية واحدة، رغم اختلافاتها. وتمنى أن يُتاح للجميع فرصة مشاهدة هذه المخلوقات الساحرة، معتبراً في الوقت نفسه أن وجود حديقة الزهور إلى جوارها أمر يدعو إلى السعادة «حيث يتمكن الجميع هنا من الاستمتاع بجمال الأجواء الطبيعية التي تعرضها هذه الفضاءات».ورغم ارتباطها بموعد سفر، أصرّت السائحة سمر، على زيارة الحديقة الجديدة والتعرف إلى أجوائها التي تجمع بين التنظيم الرائع والمساحة الرحبة، وهي ميزة تتفوّق بها هذه الحديقة عن نظيرتها في كندا، التي لا يسمح للزوّار بملامسة الفراشات والاقتراب من النباتات والأزهار، في الوقت الذي يشعر فيه الأهالي بالحرج أمام أطفالهم الذين يبدون رغبة جامحة في اللعب مع الفراشات المنتشرة في المكان، وفق الزائرة. بينما في حديقة الفراشات في دبي يتعايش الزوّار مع الفراشات في بيئة طبيعية تدعو إلى التأمل واكتشاف مكامن الجمال مع المرح أيضاً.ولا تختلف الصورة كثيراً عند إريك ماسالا وعائلته المقيمة في الإمارات منذ أعوام، حيث بادر إلى زيارة الحديقة في يوم افتتاحها الأول بعد أن وصلته رسالة نصية قصيرة تعلن عن افتتاحها. وقال: «إنها تجربة فريدة أن يكون هناك حديقة خاصة للفراشات يتم فيها توفير بيئة نموذجية للفراشات، على الرغم من الأجواء الحارة عموماً في الإمارات، للإسهام في خلق منصة بيئية وترفيهية على شاكلة الفضاءات الطبيعية الشهيرة في العالم».
«المورفو اللاتيني»
تحدّث مدير الشركة المطوّرة، المهندس عبدالناصر ياسين الرحال، عن فراشات «المورفو اللاتيني» النوع الأكثر شهرة لدى الجمهور، حيث تتميز فراشاته بلونها الأزرق الزاهي، إلى جانب 10 أنواع أخرى تم جلبها من دول أميركا اللاتينية، وخمسة أنواع جديدة من إفريقيا، بهدف إغناء الحديقة الأولى في المنطقة.وتوجه بالشكر إلى وزارة البيئة والمياه على جميع أشكال الدعم الفني والتقني الذي قدمته لهذا المشروع، والسرعة التي أبدتها في استخراج الموافقات المطلوبة، وسرعة التجاوب مع متطلبات تصميم وإنشاء حديقة الفراشات في دبي.
التعليقات
Dina Mohammed
اغسطس 2, 2023 في 08:06 صvvvv
Peter Mounir
اغسطس 7, 2023 في 02:56 مtest
ahmed
اغسطس 7, 2023 في 03:35 مtest
ahmed
اغسطس 7, 2023 في 03:57 مtest
Peter2
اغسطس 7, 2023 في 04:03 مthi is test
Peter Mounir
اغسطس 7, 2023 في 02:57 مNice
Peter3
اغسطس 7, 2023 في 04:45 مThis is test
shaimaa
سبتمبر 29, 2023 في 08:28 مteeest
rana
اغسطس 13, 2023 في 07:10 صtest